mr.badr
عدد مساهماتك معنا : 12 تاريخ التسجيل : 21/08/2011
| موضوع: الأرض التي يحرسها الشيطان الأحد أغسطس 21, 2011 4:40 am | |
| الأرض التي يحرسها الشيطان فارس الظلام – تاريخ الميلاد 1984 – العراق المكان : الريف القريب من مدينة سوق الشيوخ – ذي قار – العراق الزمان : آذار 2007 الفقرات الثلاث الأولى مقتبسة من المساهمة السابقة لغرض الأيضاح ( أنا من أحد الأحياء الغربية للعاصمة بغداد أسكن مع اهلي وأعمل في مكان قريب من منزلي ، وكان أغلب أقاربنا يسكنون في محافظة ذي قار ، قسم منهم في مدينة سوق الشيوخ والقسم الآخر في أحد الأرياف بالقرب من الأهوار ، تلك الأماكن الساحرة الخلابة التي تأسر الألباب وتأخذ العقول من جمالها الأخاذ ، ولا غرو في ذلك فهي جنة عدن كما تقول المصادر التأريخية. كنا كثيرا مانتردد لزيارتهم وقضاء أجمل الأوقات هناك في جولات نسير لساعات بين بساتين النخيل وجداول الماء الرقراقة وبين الحقول الواسعة ثم نعتلي القارب ويأخذ أبن خالي المجاذيف ليقودنا في عالم الأهوار الساحر. ذكرت تلك المقدمة البسيطة حتى تتكون لديكم فكرة ولو بسيطة عن طبيعة المكان الذي حدثت فيه أمورا غريبة تركت أثرا عميقا في نفسي فقررت كتابتها ونشرها على صفحات هذا المنتدى تباعا ). أنتهى الأقتباس في خضم الأحداث التي مرت بها العاصمة العراقية بغداد عام 2006 و 2007 بسبب أعمال العنف التي أنتشرت على نطاق واسع مما سبب نزوح الكثير من العوائل البغدادية الى مناطق أخرى في ضواحي بغداد أو محافظات أخرى بسبب سيطرة الميليشيات المسلحة على أحياءهم وهم أناس عزل لا حول لهم ولاقوة. في خضم ذلك كله أضطررنا بعد طول صبر ومعاناة من ترك بيتنا بعد أن هددونا بالقتل إن لم نغادر وإقدامهم على رمي قنابل متفجرة على منزلنا في فجر أحد الأيام مما تسببت في هدم جزء كبير من المنزل وأصابة كل من والدي وأخي الأكبر أصابات بليغة دخلوا على أثرها المستشفى ، وبعد علاجهم غادرنا بغداد الى الناصرية حيث يقيم أقاربنا الذين كانوا كثيرا ما يلحون علينا بمغادرة منزلنا والأقامة عندهم ريثما تهدأ وتيرة أعمال العنف المتصاعدة في بغداد. وكنت مع عائلتي نقيم في بيت جدي لأبي حيث هيئوا لنا غرفتين وضعنا بها أغراضنا الضرورية التي أستطعنا جلبها معنا أثناء هروبنا من بغداد. أستيقظت في أحد الأيام متأخرا بسبب سهرتي الطويلة أمام شاشة التلفاز وبعد أن أعدت لي والدتي فطورا سريعا خرجت من المنزل وحدي لأن أبن عمي سرمد كان قد غادر المنزل منذ ساعتين الذي كنت كثيرا ما أخرج معه ونلتقي مع أبناء أخوالي أحمد وحسين للتنزه في بساتين النخيل الباسقة إن لم يكونوا قد خرجوا لأعمالهم ، وخابت آمالي كثيرا عندما علمت بأنهم خرجوا قبلي فقررت أن أتجول وحدي في البساتين. أتجهت شمالا بسبب فضولي بمشاهدة بساتين تلك المنطقة التي لم أذهب أليها سابقا ، وقطعت عدة كيلو مترات ماشيا بجانب النهر ذو المنظر الرائع وأمتع ناظري برؤية أمواج النهر وضفافه تارة ، وبساتين النخيل والطيور بأنواعها المختلفة العجيبة التي لم أرها في أي مكان سابق تارة أخرى ، فرأيت فجأءة طائرا غريب الشكل ، كان كبيرا بحجم نصف دجاجة تقريبا ولكنه أكثر رشاقة منها بكثير ، وذو ألوان زاهية براقة وعيون كبيرة ساحرة ومنقار بني كبير ، أقتربت من الطير الغريب الذي كان يحط على جذع نخلة ملقى على الأرض وأخرجت جهاز الموبايل وجهزت الكاميرا لألتقط له صورة فلما شعر بأقترابي طار الى وسط النخيل وحط بمكان ليس بعيد ، فتبعته مجددا حتى وصلت الى مكان تكثر فيه الصخور التي نما العشب من حولها ، ولكن أشجار النخيل فيها ميتة لم يتبق منها سوى جذوع خاوية وفي أحد الأطراف مرتفع ترابي متراكم ، وكان الطير الذي تبعته قد أختفى ولم أجد له أثرا في السماء ، وفجأءة شعرت بحجر يضربني بعنف على كتفي الأيمن من الخلف ، فدرت وجهي مسرعا لأتعرف على الفاعل ولكني لم أشاهد أحدا ، وحملت الحجر الذي ضربني وأنا أشعر بألم الضربة وأذا بي أتلقة ضربة أخرى أصابت رأسي فتألمت منها وشعرت بدوار شديد كدت أسقط على الأرض من أثرها لكني تمالكت نفسي وركضت بأتجاه بعيد وأختبئت فيه خلف نخلة رغم عدم شعوري بالأمان بعد لأن الحجارة جاءتني من مكانين منفصلين ، وأصابني غيظ شديد من هذا الشخص أو الأشخاص الذين رموني بالحجارة غدرا وكنت على أتم الأستعداد لمهاجمته في حالة أنقضاضه علي فجأءة ، كنت على يقين تماما أنها لم تكن مقلبا من أحد أقاربي ، لأن مزاحهم ألطف من هذا بكثير ، كان المكان ساكنا جدا حتى أني لم أسمع حتى زقزقة العصافير وتغريد البلابل التي من المعتاد أن تسمع بكثرة في هذه المناطق ، وعندما دققت النظر في المكان بدا لي وكأنه موحشا للغاية ورغم نمو الأعشاب على الأرض إلا أن أشجار النخيل كانت ميتة وفي حالة يرثى لها ، وقطع تفكيري وتأملي صوت أرتطام حجارة ثالثة على جذع النخلة التي أختبئ خلفها وكادت تصيبني لولا أن الرامي قد أخطأ رميته هذه المرة ، ولم أكن مستعدا لتلقي ضربة أخرى إذ أني مازلت أتألم من شدة الضربتين السابقتين ، وخشيت أن أفقد وعيي في هذا المكان النائي ويكون من المستبعد أن يسعفني أحد ، فقررت مغادرة المكان بسرعة. وأثناء تجمعنا وقت الغداء قصصت على أقاربي ما حدث لي ، وكم كانت دهشتي بالغة عندما أخبروني أن هذا المكان قد شهد العديد من مثل هذه الأحداث ، وأن هذا المكان كان بستانا لرجل كهل كان قد توفي بعدما توفيت زوجته وتركه أولاده وحيدا بلا معين ، فكان أصحاب البساتين يطعمونه ويكسونه ، كان ذلك قبل قرن من الزمان تقريبا كما قال جدي ومنذ أن توفي الرجل الكهل وبقي منزله الطيني خاليا حتى أضحى بيته مسكونا بالأرواح والجن حتى تهدم البيت بفعل الظروف الجوية ولم يبق منه أثرا سوى مرتفع ترابي صغير وأصبح المكان مسكونا برمته لا يتقرب أليه أحد إلا وحاول الجن أبعاده منه. وهنا ثارت في ذهني تساؤلات عديدة بعد أن ذكرني أحد أصدقائي بقصة قد قرأها من قبل عنوانها ( أشباح الليل ) تدور أحداثها في أهوار العراق ، وهي قصة واقعية كما يقول عنها كاتبها ، أحد هذه التساؤلات هو : هل هناك كنز ما أو ماشابهه موجود في تلك المنطقة ويحاول شخص أو أكثر أبعاد الناس عن هذ المنطقة ؟ لذلك قررت مع نفسي أن أحقق في هذا الموضوع وأن أراجع تأريخ هذه المنطقة رغم مرور ما يقارب الأربع سنوات ، سأزودكم بتفاصيل البحث وكذلك تفاصيل قصة أشباح الليل في موضوع آخر هنا ، ترقبوني. | |
|