البارون إمبان مليونير
بلجيكى يعمل مهندسا , جاء إلى مصر بعد سنوات من إفتتاح قناة السويس بعد
رحلة موفقه فى الهند ونجاحا مبهرا فى بناء مترو باريس فى فرنسا مُنح على
أثره مبلغا كبيرا إضافة للقب بارون ...
إلا أن المليونير البلجيكى بالإضافة لكونه مهندسا ماهرا كان أيضا عاشقا
للسفر والترحال .. سافر بثروته معظم دول العالم , ثم سقط فى غرام الشرق
فجاء الى مصر مستقرا بثروته عازما على بناء قصر منيف على الطراز الهندى ...
وقد كان
و أهم ما يميز قصر البارون قاعدته الخرسانية التي ترتكز على «رولمان بلي»
تدور فوق عجلات متحركة بحيث يلف القصر بمن فيه ليرى الواقف في شرفة القصر
كل ما يدور حوله وهو في مكانه كما أن الشمس لا تغيب عنه. وكان حفل
الافتتاح لافتا حضره كبار رجال الدوله أنذاك ...
أما عن الأحداث الشيطانية
التى أحاطت بالقصر فلم تبدأ إلا بعد وفاة البارون عام 1929 وفشل الورثه فى
بيعه لأحد المستثمرين فتم إهماله وتحول فى سنوات عديدة الى ما يشبه الخراب
نتيجة عدم الإهتمام به ..
وبدأت الأحداث الغريبه عندما أخذ السكان المحيطين بالقصر يسمعون صوت (جر)
أثاث القصر ليلا بين حجراته المختلفة , والأنوار التى تضىء وتنطفىء ,
بالإضافة للحرائق التى تشب وتختفى فجأه فى نوافذ القصر دون تدخل من أحد !
ولعل ما يخلط الحقيقه بالخيال فى قصر البارون امبان , تصرفات بعض الشباب
المصرى فى نهاية التسعينات عندما تسللوا للقصر وأخذوا يرقصون على أنغام
الهيفى ميتال بشكل يومى حتى ألقت الشرطه القبض عليهم ووصفهم الإعلام أنذاك
بإسم (قضية عبدة الشيطان)
وما زاد من غرابة القصص
الحقيقية المختلطة بالإشاعات عن القصر الرهيب المسكون , الطبيعة الشخصية
الغريبه للبارون إمبان وأخته .. حيث كان البارون مصابا بالصرع وتنتابه
العديد من إغماءات الصرع الشديدة , كما أنه أحاط بعض غرف القصر بسرية تامة ,
حتى أن أحدى الغرف كان بها ممر سرى يمتد لكنيسة البازيليك والتي دفن فيها
البارون بعد موته.
ولنتخيل غموض البارون وغموض كل ما يحيطه.. ما علينا سوى أن نحسب المسافة
بين قصر البارون وكنيسة البازيليك الواقعة في شارع الأهرام بروكسي , وهى
المسافة التى يقال أن البارون كان يقطعها يوميا !
ومن الأسباب التي أدت لزيادة الغموض مقتل أخت "البارون" -البارونة
"هيلانة"- بعد سقوطها من شرفة غرفتها الداخلية وقتما كان يدور البارون ببرج
القصر ناحية الجنوب، وتوقفت القاعدة عن الدوران في تلك اللحظة بعدما هب
البارون لاستطلاع صرخات أخته، وكانت هذه هي الشرارة الأولى لقصص الأشباح
التي تخرج من غرفة أخت البارون لغرفته الشخصية. وهو ما جعل القصص الشعبية
تشير إلى أن روح البارونة "هيلانة" سخطت من تأخر البارون في إنقاذها، وهو
ما عطل تروس دوران البرج الدائر التي لم تدر منذ ذلك الحين حتى موت البارون
أيضا كانت تُسمع أصوات صراخ
وشجار البارون وأخته التي كانت قد ماتت بالفعل , بل أن لعنة القصر طالت
أيضا (مريام) إبنة البارون , والتى أصيبت بشلل الأطفال بعد ولادتها ,
وأصيبت بإكتئاب شديد كان يدفعها للإنعزال فى غرف القصر وحدها حتى وجدت
ميته في بئر مصعد الإفطار المؤدي للدور العلوي والذي كان يتناول فيه
البارون طعامه.
ولعل أكثر القصص رعبا على الإطلاق تلك التى جائت على لسان أحد الشباب الذى
حاول دخول القصر مع جماعه من اصدقاؤه ... حكى عن تجربتهم المرعبه داخل
القصر قائلا :
لما دخلت انا وصحابى القصر كانت فيه غرف كتيره عاديه لكن فى غرفه الحارس
المرافق لينا فى القصر وهو بيفتح الباب سمعنا صوت صريخ بس قولنا لبعض إن ده
صوت فتح الباب مش أكتر .. ولما دخلنا غرفه تانيه إسمها غرفة الدماء وهى
عبارة عن غرفة كل حيطانها دم قلت اكيد دى كذبه لأن ريحة الدم لسه موجودة
ومستحيل حتى لو كان اللى على الجدران دم فعلا انه يكون لسه محتفظ برائحته
وقلت كده للحارس فا قال لى : أصل إحنا كل مانمسح الدم يطلع دم جديد
ضحكت وقلتله وريني قاللي لأ امسح انتا الدم رحت مطلع منديل و مسحت الدم في
حتة معينة كتير لحد مالمنديل اتقطع وفي ثانية لقيت الشق اللي بين الطوبتين
طلع دم جديد بدل الدم اللى مسحته و اتصدمت فعلا وقررت أسيب القصر الملعون
ده .. ولحد دلوقتى بتجنب حتى أمر قدامه بالعربيه !
ومن القصص الشخصية أيضا حكاية أحد الشباب عن تجربته للدخول للقصر برفقة
صديقه بالإضافة للمرشد المسئول عن القصر يقول الشاب – الذى رفض ذكر اسمه-
وأحنا
طالعين من أوضه من الأوض لقينا سلم ينزل تحت فواحد صاحبي – هو اللى اقترح
ان احنا نيجي اصلا - قال للمرشد إحنا ليه مننزلش تحت ؟ رد المرشد وقال له
كلمة انا مش هنساها : عايزين تنزلو انتو انزلو انما انا بخاف
كلنا اترعبنا معادا صاحبنا اللي سأل نزل لوحده وبمجرد ما نزل وغاب عن نظرنا
سمعنا صوت صراخه .. وبعد شويه طلع و كان مش عايز يتكلم خالص و روحنا كلنا
وكل ما نسأل عليه مش عايز يتكلم و بعد كدة سمعنا انه بقا يروح لعيادة
نفسية .
وبين الواقع والخرافه والاسطوره .. يبقى قصر البارون فى النهاية تحفه
معماريه تحب النظر اليها ... لكن بالتأكيد لا تريد الدخول اليه !